أبوغزاله: الثورة المعرفية "الجارفة" لن تسمح باستمرارنا في مهنة التدقيق كما نحن

الكويت – نظمت جمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية المؤتمر المهني السادس "للمحاسبة والمراجعة" برعاية وزير التجارة والصناعة الكويتي خالد الروضان، وبحضور سعادة الدكتور طلال أبوغزاله كمتحدث رئيسي في بصفته رئيس مجلس إدارة المجمع الدولي العربي للمحاسبين القانونيين، المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "تحديات وتطلعات لمستقبل المهنة".
 
وقال رئيس مجلس إدارة المجمع الدولي العربي للمحاسبين القانونيين، سعادة الدكتور طلال أبوغزاله إن العالم دخل في الثورة الصناعية الرابعة (ثورة المعرفة) التي ستكون أكبر وأهم وأكثر تأثيراً من سابقاتها، مشيرا إلى أن "الثورة المعرفية "الجارفة" لن تسمح باستمرارنا في مهنة التدقيق كما نحن، إذا لم نواكب هذه الثورة ومتطلباتها".

وأشار أبوغزاله إلى أنه خلال العشرين عاما المقبلة ستنتقل مهنة تدقيق الحسابات من "الإنسان المدقق" إلى البرنامج المدقق ( Audit Tech )، وسيكون البرنامج أكثر دقة وسرعة وقدرة على اكتشاف الأخطاء والمخالفات يعتمد على معايير المحاسبة الدولية والمعايير الدولية لبرامج التدقيق ، معتبرا أن المنافسة بين شركات ومكاتب التدقيق ستكون بناء على جودة برنامجها.

وأضاف أبوغزاله "في المرحلة الانتقالية سيعرف "البرنامج المدقق" بأنه "المدقق" وينتهي وجود "الانسان المدقق" ويتحول ليصبح الخبير التقني، وسيكون المطلوب من المدققين تقييم مخرجات "البرنامج المدقق" مع وضع ملاحظاتهم واستنتاجاتهم وتوصياتهم.

وأوضح أـننا يجب أن ندرك أن المدققين سيتحولون إلى صانعي البرنامج، ومطوريه، ومستخرجي البيانات منه، ليقدموها للجهة المعنية، مؤكدا أن لا خيار آخر أمامهم. 
 
وبين الوزير الروضان أن المؤتمر أخذ على عاتقه تشخيص تحديات وتطلعات مستقبل مهنة المحاسبة من قبل القائمين عليها في الكويت ودول المجلس والدول العربية والمهتمين بالمهنة ومعدي التقارير المالية ومراقبي الحسابات والأكاديميين والجهات الحكومية ذات الصلة.

وأشار إلى أن هؤلاء هم الأقدر على وضع الخطط المستقبلية التي تواجه التحديات وتواكب الاتجاهات الحديثة في نظم المعلومات المحاسبية بما يسهم في جعل المهنة إحدى الأدوات المساعدة والمعنية لمتخذي القرارات الاقتصادية في ضوء المعطيات الحديثة من الأخذ بمبدأ الافصاح الكامل، وتعزيز مبدأ الشفافية وبناء قواعد الحوكمة.

من جانبه، لفت رئيس جمعية المحاسبين والمراجعين، صقر الحيص، إلى أن تحديات ومعوقات جمة تواجه مهنة المحاسبة والمراجعة، وأصبح أمانة في عنق منتسبي المهنة والقائمين على علم المحاسبة تطويره ليواكب المستجدات المتلاحقة.

وأضاف أنه بات منوطاً بعلم المحاسبة أن يكون احدى أدوات صنع القرار الاقتصادي للدول والمساهم الرئيسي في تحقيق تنميتها المستدامة، مؤكداً أنه من الضروري صياغة التشريعات القانونية المنظمة لحسن ضبط الأداء وإيجاد صيغ مشتركة لحل المشكلات العملية الناجمة عن التطبيق.

وتأتي أهمية المؤتمر من خلال مجموعة من المحاور الرئيسة من بينها: تحديات وتطلعات مستقبل مهنة المحاسبة وعلاقتها بالآخرين، المراجعة ودورها في مكافحة الغش والفساد، محاسبة الضريبة والزكاة وتطبيقاتها، الحوكمة والتدقيق الداخلي في القطاعين العام والخاص، الاتجاهات الحديثة في نظم المعلومات المحاسبية وجودتها وعلاقتها بتطور المهنة في الأسواق الناشئة.

وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم حفل تكريم لرُعاة المؤتمر والمنظمين وأوائل الطلاب، برعاية رئيس مجلس الأمة الكويتي سعادة السيد مرزوق الغانم، تم خلاله تكريم سعادة الدكتور طلال أبوغزاله والمجمع الدولي العربي للمحاسبين القانونيين.