أبوغزاله يطلق كتابه الجديد "العالم المعرفي المتوقد" في مركز جامعة كولومبيا في عمان

عمان – أطلق سعادة الدكتور طلال أبوغزاله كتابه الجديد "العالم المعرفي المتوقد"، خلال محاضرة له في مركز جامعة كولومبيا العريقة في عمان، وسط حضور كبير جمع شخصيات سياسية واقتصادية ومن مختلف مؤسسات المجتمع والقطاعات الشبابية.

وأكد أبوغزاله، خلال المحاضرة، أن الكتاب جاء ليعكس حرصه الكبير على تزويد الجيل الحالي والأجيال القادمة بنظرة مستقبلية لعالم المعرفة، ورؤيته عبر أكثر من 80 سنة حيال ذلك، مبينا أن الكتاب يعالج الكثير من قضايا المعرفة المتوقعة، ومنها على سبيل المثال التطورات الهائلة التي ستشهدها مختلف القطاعات في العالم بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي، القادم بقوة.

كما تحدث عن مشروعه الجديد، والذي تمثل في كلية طلال أبوغزاله الجامعية للإبداع، ليكون هدفها تخريج المخترعين أصحاب الإبداعات المعرفية، وصولا إلى مجتمع عربي ينتج المعرفة ويبيعها.

وفي هذا الصدد، حذر أبوغزاله من استمرار إيمان البعض بأهمية تخريج باحثين عن عمل، معللا ذلك بأن معظم المبدعين في العالم ومنهم مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فيسبوك، وستيف جوبز، مؤسس شركة أبل العالمية، تركا الجامعات لأنها لم تلبّ طموحهما بتأهيلهما للإبداع والاختراع.

وحول نظرته للمستقبل، أكد أبوغزاله أن الإنسان والآلة، وبفعل تطورات الذكاء الاصطناعي، سيصلان إلى وحدة حال قريبا، من حيث تفاعل الآلات تلقائيا مع احتياجات الإنسان المتنامية.

كما تحدث، خلال المحاضرة، عن قصص النجاح العالمية في قطاع المعرفة، مبينا للحضور أهمية التفكير واستنباط الدروس والعبر من حقيقة واحدة مفادها: أن أغنى خمس شركات في العالم، من غوغل وغيرها، هي جميعا شركات معرفية، تستند إلى بناء الثروة من خلال الاستثمار معرفيا.

وفي رد على عدد من الأسئلة، سلط الدكتور أبوغزاله الضوء على التقدم الهائل في موضوع التفرد التكنولوجي (Singularity)، والذي توقع بأنه سيؤدي إلى انفجار معرفي في النهاية، من حيث تفوق الآلات، بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي سيصل مرحلة يكون فيها خارقا في المستقبل على الجنس البشري في الكثير من المهام.

كما تطرق في ردوده إلى توقعاته بشأن الأزمة الاقتصادية العالمية القادمة، والتي ستكون أشد من الأزمة المالية العالمية عام 2008، وستؤدي إلى كساد وغلاء وبطالة وارتفاع للأسعار، داعيا الدول العربية للاستعداد مبكرا لمواجهة الأزمة، من خلال تشكيل فرق خبراء لوضع حلول للخروج منها، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا على إعداد قائمة حلول ممكنة لضمان سلامة الدول والمؤسسات العامة والشركات لاقتصادها وأعمالها.

وأوضح أبوغزاله أنه ليس هناك إمكانية لحل الأزمة الاقتصادية القادمة إلا بجلوس "العملاقان الأمريكي والصيني" على طاولة واحدة، ليس للتفاوض على العقوبات التجارية وحسب، وإنما للاتفاق على كيفية إدارة شؤون العالم الاقتصادية.

وتوقع أنه، وفي ظل تأزم الوضع في العام القادم، وفي ظل نشوب أزمة اقتصادية خانقة، قد تصبح الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، والتي لن تنتهي إلا بالتوافق على نظام عالمي جديد من قبل قطبين: أمريكا والصين، وصولا إلى سلام قائم على إعادة بناء ما هدمته الحرب، في محاكاة للمشروع الاقتصادي الذي أطلقه وزير الخارجية الأمريكي السابق جورج مارشال لإعادة إعمار أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والذي سيشكل، حسب رؤيته، بداية انطلاق عصر النهضة العربية.

وكانت نائب مدير مركز جامعة كولومبيا في عمان، الأستاذة هانيا صلاح، قد رحبت في بداية المحاضرة بالدكتور طلال أبوغزاله.

وسلطت الضوء على الإنجازات الكبيرة له، من حيث بناء مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، وهي واحدة من أكبر مجموعات الخدمات المهنية في العالم بما لديها من أكثر من 100 مكتب وفرع في مختلف القارات، ومن حيث إسهامات الدكتور أبوغزاله الريادية في مختلف الحقول، خصوصا العلمية والمعرفية والثقافية، والتي ينظر لها الكثيرون على أنها نموذج يحتذى في القدرة على قلب معاناة الطفولة إلى نعمة العطاء والبناء مستقبلا.

وقام أبوغزاله، في ختام المحاضرة، وفي لقاء مع الحضور بتوقيع نسخ من كتابه الجديد لهم، معربين عن فخرهم واعتزازهم بمسيرة نجاحه التي عز نظيرها.

يشار إلى أن جامعة كولومبيا في نيويورك، وهي من الجامعات الأولى في العالم، كانت قد استضافت الدكتور أبوغزاله خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بدعوة من اتحاد الطلاب العرب في الجامعة وبالتعاون مع مراكز جامعة كولومبيا العالمية، حيث ألقى خطابا تحدث فيه عن رؤيته لعالم عربي قائم على المعرفة، التي كرس حياته، كما أكد في خطابه، "خدمة لها".

وبحسب ما جاء على موقع مراكز جامعة كولومبيا العالمية وقتها، فإن الدكتور أبوغزاله يعد من قادة الأعمال البارزين، وصاحب رؤية في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي، إضافة إلى أنه قاد وبنجاح، وعلى مدى السنوات الـ45 الماضية، العديد من مبادرات بناء القدرات الإقليمية والدولية في مجالات التعليم والبحث العلمي، وتمكين الشباب، وتنمية الوعي بأهمية الملكية الفكرية، وبناء الثروة اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وكان الدكتور أبوغزاله قد زار العام الماضي أيضا جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة هارفرد في مدينة بوسطن الأمريكية بدعوة من اتحادات الطلاب العرب هناك، والتي تعد من أوائل الجامعات الريادية على مستوى العالم، وذلك تقديرا للمكانة العلمية والمعرفية والمجتمعية الكبيرة التي يحظى بها في العالم.